الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني اليومي 1-7-2015: الإحتيال على الناس وسلب حقوق الآخرين وأخذ أموالهم بغير حق يحول دون قبول الأعمال.

  (أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعائكم فيه مستجاب ) ونومكم فيه عبادة:الظاهر أن المقصود أن مطلق النوم في شهر رمضان عبادة,

 سواء وقع في النهار حال الصيام أم في الليل حال الإفطار, والمقصود بالعبادة معناها الحقيقي,أي الطاعة لله سبحانه وتعالى الأعم من العبادة التي يشترط فيها قصد القربة ومن التي لا يشترط فيها ذلط, لأن الأفعال العبادية على قسمين: أفعال لا تصح إلا بقصد القربة كالصلاة والصوم والحج, وأفعال لا يشترط فيها ذلك مثل قضاء حوائج المؤمنين وأداء حقوق الناس والنظافة والتفكر وطلب الحلال والنظر لوجه العالم الخ..

فندما يقول النبي(ص): نومكم فيه عبادة يعني أن النوم عبادة وطاعة لله كأداء حقوق الناس وكالتفكر وكغيره من العبادات.

وعملكم فيه مقبول:

يقصد من الأعمال: الأفعال التي يقوم بها الإنسان كالصلاة والصيام والقيام بخدمة الآخرين وقضاء حوائجهم, والمقصود بقبول الأعمال، قبولها عند الله سبحانه واستحقاق الإنسان الثواب والأجر عليها.

بعض الأحيان قد يقوم الإنسان بالعمل ويكون صحيحاً لكن يفقد قيمته ولا يكون مقبولاً مثل الصوم أو الصلاة التي تكون تامة الأجزاء والشروط ولكنها لا تقبل ولا يثاب عليها. وهذا ما أشار إليه الحديث عن النبي(ص): كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش وكم من قائم ليس له من قيامه الا التعب والسهر. بمعنى أنه أفرغ ذمته من التكليف المتوجه إليه للصيام والصلاة ولكن صيامه وصلاته لم يقبلا لعدم تحقق شروط القبول، فالعمل قد يكون صحيحاً لكنه غير مقبول لأن هناك شروطاً للقبول:

منها: صحة العمل، ومنها: الإخلاص كما في الحديث عن النبي (ص) انه قال: يؤمر برجال إلى النار فيقول لهم خازن النار يا أشقياء ما كان حالكم؟ قالوا: كنا نعمل لغير الله فقيل لنا: خذوا ثوابكم ممن عملتم له.

ومنها: إقبال القلب على العمل وحضوره, فقد ورد في الحديث: إن العبد ليُرفع له من صلاته نصفها أو ثلثها أو ربعها أو خمسها فما يرفع له منها إلا ما أقبل عليه منها بقلبه. ومنها: ولاية أئمة أهل البيت(ع) فإنها شرط في قبول الأعمال.

وهناك أيضاً موانع من القبول: منها: الإصرار على الذنوب, ومنها: غصب أموال الآخرين وأخذها بغير حق, فإن الإحتيال على الناس وأخذ أموال الناس بغير حق وسلب حقوق الآخرين تحول دون قبول الأعمال من الله سبحانه, فإن الله لا يقبل عملاً أو طاعة من عبد يعتدي على أموال الناس وأرزاقه. فقد ورد عن النبي (ص): من اقتطع مال مؤمن غصباً بغير حقه لم يزل الله عز وجل معرضاً عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البر والخير, ولا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويرد المال الذي أخذه إلى صاحبه.

ومنها: عقوق الوالدين، ومنها: إيذاء الزوجة لزوجها، فعن النبي (ص): من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها. ومنها: كسب الحرام وأكله.

ومعنى كلام النبي (ص): وعملكم فيه مقبول، ان شروط القبول المعتبرة في قبول الأعمال التي ذكرناها، لا يجب توافرها كلها في شهر رمضان، فالله تعالى للطفه ورحمته ورأفته بعباده يقبل منهم الأعمال الخيرة وأعمال البر والعبادات الصحيحة ويثيبهم عليها وإن لم تتحقق موجبات القبول, وذلك لأن لهذا الشهر خصوصية وميزة  على بقية الشهور.

فمن خصوصيات هذا الشهر أن قبول الأعمال فيه لا يعتبر فيها توافر الشروط, فكل عمل يصدر من الإنسان ويكون جامعاً لشروط الصحة ويكون صحيحاً فإنه يكون مقبولاً.

 

                                                              والحمد لله رب العالمين