المقالات

الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد.

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن كيان العدو الذي اعتاد على تجاهل القرارات الدولية لا نتوقع أن يلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في شهر رمضان المبارك في غزة، لأنه عدوّ لا يفهم بهذه اللغة ولا يفهم إلا منطق القوة والمقاومة".

وفي كلمة له خلال حفل تكريمي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس علي محمد فقيه في حسينية بلدة أنصارية الجنوبية، لفت الشيخ دعموش إلى أن "عدم استخدام الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف إطلاق النار لا يعفي الإدارة الأمريكية من مسؤوليتها عمّا جرى ويجري في غزة، فواشنطن هي المسؤول الأول عن المجازر والإبادة وحرب التجويع والحصار والتدمير، مهما حاولت تلميع صورتها ومخادعة الرأي العام، لأنها الداعم الأول لـ"إسرائيل" في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا وماليًا، وهي التي تمول وتسلّح وتؤمّن الغطاء الكامل لهذا العدوان الوحشي المستمر".

وشدّد سماحته على أن "الخلافات بين الجانبين (الإسرائيلي والأميركي) ليست أكثر من تباين في وجهات النظر على بعض التفاصيل المتعلقة بمسار المعركة ومستقبل القطاع، وليس على المبدأ والأهداف الأساسية للعدوان"، موضحًا أن "أميركا مصرّة على استمرار العدوان وترفض وقف إطلاق النار حتى تحقيق العدو لأهدافه مهما كان الثمن، وإن كانت في الوقت نفسه تسعى إلى تجنب تحميلها المسؤولية المباشرة عنه".

وأشار إلى أن "الأسباب التي تقف وراء سعي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تظهير الخلافات مع الإسرائيلي هي أسباب انتخابيّة بالدرجة الاولى، لأن الإدارة الامريكية أدركت حجم التداعيات التي تركها دعمها المُطلق للعدوان على الواقع الانتخابي لبايدن"، وأضاف: "لو كانت الولايات المتحدة تريد فعلاً إنهاء العدوان، لفعلت ذلك مباشرةً، فهي تملك الكثير من أدوات الضغط على العدو ويكفي أن تتوقف عن إمداده بالسلاح والذخيرة ليرضخ ويوقف عدوانه".

واعتبر الشيخ دعموش أن "العدو الصهيوني اليوم في حالة تخبط وانحدار، وهو في مأزق حقيقي على المستوى السياسي والعسكري وعلى مستوى الرأي العام العالمي، والوقت بدأ ينفد أمامه، والهروب نحو المزيد من الإجرام وارتكاب المجازر لن يخرجه من حالة الانحدار والضياع والفشل الذي يتخبط فيه"، مشيرًا إلى أن "العدو فشل أمام المقاومة وعجز عن تحقيق أهدافه، وإصرار نتنياهو على مواصلة العدوان لن يأتي له بنتيجة حتى لو دخل رفح، لأن حاله في رفح لن يكون أفضل من حاله في خان يونس وغزة المدينة وشمال القطاع، لذلك ليس أمام العدو سوى التخلي عن العناد والمكابرة والدخول في الحل السياسي ووقف العدوان والخضوع لشروط المقاومة".

وأكد سماحته أن "المقاومة الإسلامية في لبنان ماضية في المواجهة، دفاعًا عن لبنان وإسنادًا لغزة، ولن تتأخر في الرد السريع والقاطع على كل اعتداء اسرائيلي، وقرار المقاومة مقابلة التصعيد بالتصعيد والتوسعة بالتوسعة ومعاقبة العدو على كل إعتداء يستهدف بلدنا وأهلنا"، لافتا إلى أن "هذا ما أكدته المقاومة بالفعل وفي الميدان بالأمس واليوم وتؤكده في كل يوم من خلال إطلاق عشرات الصواريخ على عمق الجولان المحتل وعلى قاعدة ميرون وكريات شمونا وغيرها، كرد مباشر وسريع على مجزرة الهبارية والاعتداء الذي طال منطقة البقاع".

كما رأى أن "المقاومة تؤكد من خلال ردودها المباشرة والسريعة أن معادلة التصعيد بالتصعيد لا رجوع عنها، وأن اي توسعة في العدوان على لبنان سيقابل بتوسعة في الرد".

وختم الشيخ دعموش بالقول: "على العدو أن يفهم رسائل المقاومة، وأن يدرك أنها ليست مردوعة، وأنها لن تقبل أن يتوسع في اعتداءاته على لبنان من دون أن يدفع الثمن الغالي، فنحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد، ولن نخشى العدو مهما كانت التضحيات والصعوبات".

نص الكلمة

من أنصارية التي هشمت جبروت الصهاينة على أرضها واحبطت كيدهم وعدوانهم ومزقت اجساد جنودهم فيما عرف بعملية أنصاريه عام ٩٧ ومن بلدة الولي محمد الطاهر الانصارى، نقف في هذا الحفل لنؤبن ونكرم بكل فخر الشهيد المجاهد علي محمد فقيه ذو الفقار، الشاب المؤمن الصادق المخلص الطيب الشجاع، الذي عشق الجهاد والمقاومة و،الذي كان حاضرا وجاهزا دائما ليكون في مواقع المقاومة الامامية ليتحمّل مسؤولياته الشرعية والاخلاقية والإنسانية والوطنية للدفاع عن لبنان ونصرة المقدسات والمظلومين حتى الشهادة

لقد اختاره الله شهيدا وهو لائق بالشهادة، فهو من أسرة عامرة بالإيمان والجهاد والعطاء والتضحية والشهادة

لقد اختار الله هذا المجاهد ليكون منارة يستهدي بها الناس الى طريق الحق كما هم كل الشهداء، لان الشهداء اختارهم الله من بين عباده المخلصين ليكونوا منارات وشواهد وعلامات وحجة يقتدي الناس بهمفيتحمل المسؤوليات، ويستهدون بهم الى طريق الحق والصلاح والخير .

لانه من الواضح أن الشهوات والأهواء والمصالح والعواطف والمواقع والآمال والطموحات لدى الإنسان, قد تؤثر في مبادئه وسلوكه فتحرفه عن طريق الحق وتتلاعب به وتأخذ به في اتجاهات شتى.. فيميل يميناً وشمالاً, بل قد ترى البعض ينتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار نتيجة تلاعب المصالح به وبحياته.

لذلك لا بد للإنسان والمجتمع الانساني وللجماعات الانسانية من معالم ونماذج محسوسة وملموسة يستهدون بها ويستضيئون بنورها, ويميزون بها الصحيح من الخطأ, والهدى من الضلال, والحق من الباطل, والصديق من العدو، تماماً كما يستهدون بالكتب السماوية والشرائع والوحي والتعاليم الالهية
كما لا بد للناس من تعاليم وتوجيهات وشرائع لا بد لهم كذلك من نماذج بشرية ملموسة يهتدون بها
والمطلوب في هذه النماذج البشرية ان تكون مستقيمة لا تأخذها الأهواء والشهوات والمصالح إلى غير الاتجاه الذي يريده الله.

المطلوب في هذه النماذج ان تكون قدوة للناس قدوة بايمانها وصدقها واخلاصها ومواقفها وأعمالها وعطاءاتها وأخلاقها وصفاتها ومزاياها النبيلة.

هناك أشخاص ونماذج تكون أعمالهم ومواقفهم ومواصفاتهم حجة على الآخرين فيهتدي الناس بمواقفهم وسلوكهم وأعمالهم وتضحياتهم وعطائهم كما يهتدون بكلماتهم وآرائهم وتوجيهاتهم, وهؤلاء يمثلون القدوة والأسوة في حياة الناس وفي حياة الأمة.

هؤلاء كلامهم وسكوتهم, وحركاتهم وسكناتهم, قيامهم وقعودهم, إقدامهم وإحجامهم, وعطاءتهم وتضحياتهم, قدوة للآخرين وحجة عليهم.

وهؤلاء هم الشهداء.. لأن الشهداء هم المقياس والمعيار والميزان, هم مقاييس للآخرين, ومعايير للحق وللهدى ، بهم يُعرف الحق من الباطل, وبهم نميز الصحيح من الخطأ, بهم نعرف الخير من الشر,
إذا أردت أن تعرف الحق والصواب والصح والهدى.. فأنظر أين هم الشهداء, وفي أي موقع هم, فهم المقياس والمعيار والقدوة والأسوة والحجة.

وبهذا المعنى كانت المقاومة حجة على الناس, يقيسون بها وعيهم ومواقفهم وصلابتهم واخلاصهم وبصيرتهم واستقامتهم وصبرهم وثباتهم ..

لان الشهداء كل الشهداء الذين مضوا على طريق المقاومة سواء كانوا قادة او مجاهدين عاديين هم قدوة في الايمان والتقوى والورع والصدق والاخلاص والايثار والصبر والثبات والتواضع ومحبة الناس .. هم قدوة في كل هذه المعاني وفي غيرها..

لكن هذه القدوة تتجلى أكثر في أمرين أساسيين: تتجلى في الوعي, وتتجلى في العطاءوالتضحية, فالشهيد قدوة للأجيال في هذين الأمرين
الشهادة ودم الشهيد يجسد أولاً مستوى رفيعاً من الوعي والبصيرة واليقين ، اليقين في الايمان, واليقين في معرفة الواجبات والإلتزام بها, واليقين بعدالة القضية التي يضحي من أجلها, واليقين بالحق الذي يقاتل من أجله, ووضح الطريق وفهم طبيعة الصراع الذي يخوضه مع العدو.

هذا الوعي وهذا اليقين يملكه كل شهدائنا وخاصة الشهداء على طريق القدس، فهؤلاء الشهداء كان لديهم وعي مبكر بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي وبمسألة القدس وفلسطين, وكبر هذا الوعي معهم، وانطلقوا في هذه المقاومة ليتحملوا المسؤولية وليكونوا جزءا من معركة الاقصى ومن عطاءها وتضحياتها من موقع الوعي واليقين بعدالة هذه القضية
والشهادة كما تجسد مستوى رفيعاً من الوعي واليقين، فانها تجسد أيضاً قمة العطاء وقمة التضحية, وهذه هي النقطة الثانية في القدوة التي يمثلها الشهيد.

فالشهداء قمة في العطاء والتضحية وليس بعد هذه القمة قمة, فإن الجود بالنفس هو غاية الجود
والشهيد يبذل في سبيل الله كل ما يملك بلا تردد ومن غير حساب, إنطلاقاً من وعيه وبصيرته ويقينه بعدالة القضية وبالحق وبسلامة الطريق, ولانه يبذل بلا حدود ومن غير حساب فهو جدير بأن يرزقه الله كل ما يتمنى من رحمته من غير حساب كما قال تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.

نحن مع هؤلاء الشهداء أمام قيمة انسانية يجسدها هؤلاء من خلال يقينهم وبصيرتهم ووعيهم وارادتهم وعزمهم وفعلهم وتضحياتهم
نحن امام انجاز انساني يصنعه الشهداء بجهادهم ودماءهم وتضحياتهم هذا الانجاز وهذه القيمة يملكها من مضى ويملكها من ينتظر من المجاهدين والمقاومين الذين نفخر بهم ونراهن عليهم ونقاتل بهم ونحمي بلدنا من خلالهم.

إذا كان العدو الصهيوني يعتقد أنه بقتل خيرة مجاهدينا يمكنه ان ينال من عزم وقوة المقاومة فهو واهم ، فنحن في حزب الله نقوى ونكبر بالشهداء، وشعارنا كان على الدوام ولا يزال (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة). بينما الصهاينة يحبطون وينهزمون بقتلاهم.

نحن نقوى ونكبر بالشهداء لانه في عقيدتنا ليس في دم الشهيد خسارة، الدم ربّيح دائماً، لأن كل شهيد من شهدائنا يمكنه ان يصنع روح الإيثار والتضحية عند العشرات بل المئات بل الآلاف من الناس, ويؤجج فيهم روح المقاومة

شهادة الشهداء تمنح الأمة الكثير من البركات: فهي تأسس لمستقبل جديد ومرحلة جديدة، وتمنح القضية زخماً جديداً, ودفعاً سريعاً, وتطوراً كبيراً, وتدفع المسيرة نحو الانتصار وتحقيق الإنجازات

اليوم هؤلاء الشهداء دماؤهم تحمي وطننا وتساهم في افشال العدوان الصهيوني الوحشي على غزة

ارتقاء هذا العدد من الشهداء لن يخرج جيش الإحتلال من تحت ضربات المقاومة، ولن يعيد المستوطنين إلى المستوطنات في الشمال، ولن يعوض عجز إسرائيل وفشلها في تحقيق اهدافها ، فإسرائيل ستبقى أوهن من بيت العنكبوت مهما علت واعتدت وتمادت في استكبارها وطغيانها.

اسرائيل التي اعتادت على تجاهل القرارات الدولية لا نتوقع ان تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف اطلاق النار في شهر رمضان في غزة لان العدو لا يفهم بهذه اللغة ولا يفهم إلا بمنطق القوة والمقاومة
عدم استخدام الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف اطلاق النار لا يعفي الادارة الأمريكية من مسؤوليتها عما جرى ويجري في غزة فأميركا هي المسؤول الاول عن المجازر والإبادة والتدمير والتجويع والحصار مهما حاولت تلميع صورتها ومخادعة الرأي العام لانها الداعم الاول لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، سياسيا وإعلاميا وعسكريا فهي التي تمول وتسلح وتؤمن الغطاء الكامل لهذا العدوان الوحشي المستمر.

والخلافات بين الجانبين ليست أكثر من تباين في وجهات النظرعلى بعض التفاصيل المتعلقة بمسار المعركة ومستقبل القطاع وليس على المبدأ والاهداف الاساسية للعدوان، فأميركا مصرة على استمرار العدوان وترفض وقف إطلاق النار حتى تحقيق العدو أهدافه مهما كان الثمن، وان كانت في الوقت نفسه تسعى إلى تجنب تحميلها المسؤولية المباشرة عنه..

اما الأسباب التي تقف وراء سعي إدارة بايدن إلى تظهير الخلافات مع الاسرائيلي فهي اسباب إنتخابيّة بالدرجة الاولى، بعد أن ادركت الادارة الامريكية حجم التداعيات، التي تركها دعمها المُطلق للعدوان، على الواقع الإنتخابي لبايدن.

ولو كانت الولايات المتحدة تريد فعلاً إنهاء العدوان لفعلت ذلك بشحطة قلم ، فهي تملك الكثير من أدوات الضغط على العدو ويكفي ان تتوقف عن إمداده بالسلاح والذخيرة ليرضخ ويوقف عدوانه.

ولذلك لا بد من وضع الخلافات الامريكية الإسرائيلية في إطارها الواقعي والصحيح، حتى لا نستغرق في المبالغات بالنسبة الى مستقبل العلاقة بين الطرفين او نستغرق بالتفاءل بامكانية اهتزاز هذه العلاقة بين الجانبين

لكن مع كل ذلك، فان العدو الصهيوني اليوم في حالة تخبط وانحدار، وهو في مأزق حقيقي على المستوى السياسي والعسكري وعلى مستوى الرأي العام العالمي، والوقت بدأ ينفد امامه ، والهروب نحو المزيد من الإجرام وارتكاب المجازر لن يخرجه من حالة الانحدار والضياع والفشل الذي يتخبط فيه، فالعدو فشل امام المقاومة وعجز عن تحقيق اهدافه، واصرار نتنياهو على مواصلة العدوان لن ياتي بنتيجة حتى لو دخل رفح، لان حاله في رفح لن يكون افضل من حاله في خان يونس وغزة المدينة وشمال القطاع، ولذلك ليس امام العدو سوى التخلي عن العناد والمكابرة والدخول في الحل السياسي ووقف العدوان ..

اما المقاومة الإسلامية في لبنان فهي ماضية في المواجهة، دفاعا عن لبنان وإسنادا لغزة، ولن تتاخر في الرد السريع والقاطع على كل اعتداء اسرائيلي، وقرار المقاومة مقابلة التصعيد وبالتصعيد والتوسعة بالتوسعة ومعاقبة العدو على كل اعتداء على يستهدف بلدنا وأهلنا، وهذا ما اكدته المقاومة بالفعل وفي الميدان بالامس واليوم وفي كل يوم من خلال اطلاق عشرات الصواريخ على ثكنة يردن في عمق الجولان المحتل وعلى قاعدة ميرون وكريات شمونا وغيرها، كرد مباشر وسريع على مجزرة الهبارية والاعتداء الذي طال منطقة البقاع.

المقاومة تؤكد من خلال ردودها المباشرة والسريعة ان معادلة التصعيد بالتصعيد لا رجوع عنها، وان اي توسعة في العدوان على لبنان سيقابل بتوسعة في الرد .

وعلى العدو ان يفهم رسائل المقاومة وان يدرك انها ليست مردوعة وأنها لن تقبل ان يتوسع في اعتداءاته على لبنان من دون ان يدفع الثمن، فنحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا واهلنا إلى أقصى حد، ولن نخشى العدو مهما كانت التضحيات