المقالات

المسلم من سلم الناس من لسانه ويده

المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه علامات الإسلام وآثاره وشعائره وإماراته وصفاته هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف والإحسان.

 

خلاصة الخطبة

الشيخ دعموش: الرهان على الضربة المتوقعة لسوريا لترتيب أوضاع السلطة في لبنان رهان خاطئ.

اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن الذين يقتلون ويفجرون ويرتكبون المجازر بحق النساء والأطفال والأبرياء في العراق وسوريا ولبنان لا دين لهم .

وقال: لقد جيء بهؤلاء من كل حدب وصوب إلى هذه المنطقة ليقتلوا المسلمين وليخربوا هذه البلاد ويدمروها باسم الثورة وباسم الإسلام، جاءت بهم أوروبا وأمريكا وصنعتهم أوروبا وأمريكا ليفتتوا هذه المنطقة وليحدثوا فيها الفتن والحروب.

ولفت: الى أن هناك من بدأ يراهن في الداخل والخارج على الضربة العسكرية من أجل إخضاع سوريا ومحور المقاومة، وقلب المعادلة في المنطقة, أو إعادة التوازن المفقود بين القوى المتصارعة في سوريا, معتبراً: أن أي ضربة عسكرية لسوريا لن تجدي أميركا والغرب وإسرائيل نفعاً, ولن تعيد التوازن بين النظام والمجموعات المسلحة, ولن تقلب مجريات الصراع لمصلحة الحلف الأمريكي الخليجي الإسرائيلي, بل ستزيد الأمور تعقيداً وستجعل من محور المقاومة أكثر تصميماً على مواجهة هذا العدوان وإفشال مخططاته.

ورأى: أن على المراهنين في الداخل أن يعوا أن لبنان لن يخضع لسياسة محور الإذعان والتطبيع مع العدو الإسرائيلي, والرهان على الضربة المتوقعة لترتيب أوضاع السلطة في لبنان بما يتناسب ويتلاءم مع عقلية الاستئثار والتفرد الذي يتطلع إليها البعض من فريق 14 آذار هو رهان خاطئ, فلا عودة للوراء, والحكومة لن تشكل إلا من كل القوى الأساسية في البلد.

 

نص الخطبة

يقول تعالى: [ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق]. الإسراء / 33.

ويقول تعالى: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيماً]. النساء / 93.

ويقول رسول الله (ص): المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.

وفي حديث آخر: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم.

المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه علامات الإسلام وآثاره وشعائره وإماراته وصفاته هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف والإحسان.

كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في خطبة المتقين: الخير منه مأمول والشر منه مأمون.

في واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظا ًعلى أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدي حق الله في ماله فيدفع ما يتوجب عليه من الخمس والزكاة، وقد تجده من حجاج بيت الله، ومن عمار المساجد..

ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يمسك بلسانه, ولا يملك زمام لسانه، تجد لسانه (فلتان), يقع في أعراض الناس, يغتاب الناس, يتحدث عنهم بسوء, يتحدث عن خفايا الناس وأسرارهم, يمزق حرماتهم, لا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن.

النبي (ص) يقول: ليس المؤمن بالطعان, ولا باللعان, ولا الفاحش, ولا البذيء.

عندما تفتح على بعض القنوات الفضائية أو تستمع إلى بعض المنابر تجد كيف أن المسلم يسب المسلم ويلعنه ويطعن بمذهبه ودينه, فهل هذا من الإيمان ومن الإسلام؟..

قد تجد الواحد منا مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن النميمة, ولا عن شهادة الزور, ولا عن همز الناس ولمزهم وفضح عيوبهم وأسرارهم, فيجره لسانه إلى الوقوع في الكثير من الأخطاء.

هذا النوع من الناس فَقَدَ صفة من أبرز صفات المسلم وصفات المؤمن.

الإمام زين العابدين (ع) يقول: أما حق اللسان, فإكرامه عن الخنى, وتعويده على الخير, وحمله على الأدب, وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا, وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها.

المطلوب هو إكرام اللسان (هذه النعمة الإلهية) عن الخنى أي عن الفحش والكلام البذيء والسيء.

للأسف في بعض البيوت تجد الكلام الفاحش والألفاظ النابية متفشية بشكل كبير..

لأدنى شيء الرجل يسب زوجته والزوجة تسب زوجها.

علي (ع) يقول: (لا تسيء اللفظ وإن ضاق عليك الجواب) يعني استخدم التعابير المناسبة حتى في لحظات الحشرة.

 الأغرب هو تصرف بعض الأهل مع ولدهم الصغير الذي لا يتجاوز الأربع سنوات عندما يسمعونه يتكلم بألفاظ فاحشة أو يسب.. فإنهم يفرحون! على اعتبار أن ولدهم يتكلم كلاماً أكبر من عمره فيشجعونه ويصفقون له، إنه تعويد للولد على الكلام الفاحش, وهذا ينعكس على نفس الإنسان وتربية الإنسان.

البعض يتقن كل ألفاظ السباب الموجودة في القاموس, وربما يلجأ إلى لغات أخرى فيسب بالإنكليزي والفرنسي.

قال رسول الله (ص): سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة. أي كالمشرف على وادي يكاد يسقط من أعلى الجبل إلى الوادي.

في حديث آخر: سباب المؤمن فسوق, وقتاله كفر, وأكل لحمه معصية, وحرمة ماله كحرمة دمه.

والسب يعقد علاقة المجتمع ببعضه وينتج العداوة والبغضاء بين الناس.

 وهناك صنف آخر من المسلمين, هناك من يؤذي بيده فيضرب ويسرق ويظلم ويفجر ويقتل (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده, والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم).

حرمة النفس والعرض والمال من الأمور التي شدد عليها الإسلام أيضاً, واعتبر الاعتداء عليها من المحرمات الكبيرة التي يستحق مرتكبها الغضب واللعن والعذاب في جهنم.

قال تعالى: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيماً].

ويقول رسول الله (ص): إن الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه, وأن يظن به ظن السوء.

اليوم الذين يقتلون ويفجرون ويرتكبون المجازر بحق النساء والأطفال والأبرياء في العراق وفي سوريا وفي لبنان لا دين لهم ولا طائفة لهم.

التكفيريون الذين لا يراعون حرمة لا لمسلم ولا لمسيحي ولا لمقدسات إسلامية ولا مسيحية هؤلاء لا دين لهم وإن لبسوا ثوب الإسلام, لأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.. والناس لم يسلموا من عدوانهم ولا من قتلهم..

لقد جيء بهؤلاء من كل حدب وصوب إلى هذه المنطقة ليقتلوا المسلمين وليخربوا هذه البلاد ويدمروها باسم الثورة وباسم الإسلام، جاءت بهم أوروبا وأمريكا وصنعتهم أوروبا وأمريكا ليفتتوا هذه المنطقة وليحدثوا فيها الفتن والحروب.

واليوم هؤلاء أنفسهم يهللون للتدخل العسكري في سوريا, هذا التدخل الذي يراد من خلاله هيمنة ونفوذ الغرب في بلادنا وابتزاز العرب والشعوب العربية لحساب إسرائيل والمصالح الغربية.

هناك من بدأ يراهن في الداخل والخارج على الضربة العسكرية من أجل إخضاع سوريا ومحور المقاومة، وقلب المعادلة في المنطقة, أو إعادة التوازن المفقود بين القوى المتصارعة في سوريا.

 على المراهنين أن يعلموا أن أي ضربة عسكرية لسوريا لن تجدي أميركا والغرب وإسرائيل نفعاً, ولن تعيد التوازن بين النظام والمجموعات المسلحة, ولن تقلب مجريات الصراع لمصلحة الحلف الأمريكي الخليجي الإسرائيلي.

الحرب ستزيد الأمور تعقيداً وستجعل من محور المقاومة أكثر تصميماً على مواجهة هذا العدوان وإفشال مخططاته.

 على المراهنين في الداخل أن يعوا أن لبنان لن يخضع لسياسة محور الإذعان والتطبيع مع العدو الإسرائيلي, والرهان على الضربة المتوقعة لترتيب أوضاع السلطة في لبنان بما يتناسب ويتلاءم مع عقلية الاستئثار والتفرد الذي يتطلع إليها البعض من فريق 14 آذار هو رهان خاطئ, فلا عودة للوراء, والحكومة لن تشكل إلا من كل القوى الأساسية في البلد.

 

والحمد لله رب العالمين