الصفحة الرئيسية

قبسات من حياة الإمام الصادق (ع) وجهاده الفكري والسياسي

نعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وولي أمر المسلمين (دام ظله الوارف) وعموم المسلمين بمناسبة استشهاد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) . .

* الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) الذين فرض الله علينا طاعتهم .

* أبوه : الإمام محمد الباقر (عليه السلام ).

* جده : الإمام زين العابدين (عليه السلام ).

* أمه : أم فروة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر .

* ولادته : ولد (عليه السلام )  في المدينة المنورة يوم الجمعة أو الاثنين عند طلوع الفجر في 17 ربيع الأول ـ يوم ميلاد رسول الله الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ سنة 80 هـ .

* كنيته : أبو عبد الله .

* لقبه : الصادق .

* أشهر زوجاته : حميدة بنت صاعد المغربي ، وفاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب (عليهم سلام الله)

* أولاده : إسماعيل ، عبد الله ، الإمام موسى الكاظم (عليه السلام ) ، إسحاق ، محمد الديباج ، العباس وعلي .

* بناته : أم فروة ، وأسماء وفاطمة .

* عاش الإمام (عليه السلام ) في أواخر الحكم الأموي ، وبداية الحكم العباسي ، وملوك عصره من بني أمية هم هشام بن عبد الملك ويزيد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد ومروان بن محمد . ومن بني العباس ، السفاح والمنصور الدوانيقي .

* مدة إمامته : أربع وثلاثون سنة .

* استشهد (عليه السلام ) في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 هـ ، متأثراً بسم دسه إليه المنصور العباسي على يد عامله على المدينة محمد بن سليمان .

* دفن عليه السلام في البقيع مع أبيه الإمام الباقر وجده الإمام زين العابدين وعمه الإمام الحسن (صلوات الله عليهم أجمعين ) .

* هو أكبر الأئمة عليهم السلام سناً ، فعمره الشريف 68 سنة ,

* هدم قبره في الثامن من شوال 1344هـ ، هدمه الوهابيون وقبور بقية أئمة أهل البيت عليهم السلام . 

* يعتبر الإمام القائد (دام ظله الوارف ) أن المعالم الهامة في حياة الإمام تتلخص بما يلي :

أولاً: تبيين مسألة الإمامة والولاية والدعوة إليها باعتبارها تمثل القيادة السياسية والفكرية والأخلاقية التي تقود الأمة وتدير شؤونها وتضمن وحدتها وقوتها.

ثانياً: بيان الأحكام وتفسير القرآن وفق ما ورثته مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فالإمام كان يدير أكبر جامعة إسلامية في عصره وقد تخرج على يديه كبار العلماء وحتى بعض أئمة المذاهب الإسلامية كأبي حنيفة .

وقد تبلورت رؤية أهل البيت (عليهم السلام ) حول كثير من المسائل الفكرية والفقهية والعلوم الإنسانية في عصر الإمام الصادق (عليه السلام ) حتى سمي الفقه الشيعي بإسم الفقه الجعفري ، والتشيع بإسم المذهب الجعفري .

وقد كان لحركة الإمام الصادق (عليه السلام) العلمية هدف سياسي ، حيث كان الحاكم الظالم يملك القدرة على تغيير أحكام الدين بما ينسجم مع مصالحه من خلال وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة الذين كانوا يبررون دينياً للحاكم وأجهزته تصرفاتهم فاختلقوا الأحاديث المكذوبة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وفسروا القرآن بالرأي ، واستندوا في الفتوى إلى أذواقهم وأهوائهم وآرائهم  الخاصة فعملوا بما عرف ( بالاستحسان والقياس ) .

ومن هنا انقسمت العلوم الإسلامية ؛ الفقه والحديث والتفسير إلى تيارين عامين في عهد الإمام الصادق (عليه السلام )  :

1-تيار مرتبط بجهاز الحكومة الظالمة يتميز بتقديم الفتوى وفق مصالح الجهاز الحاكم ، وقد تمثل هذا التيار بفقهاء السلطة .

2- وتيار أصيل وأمين على دين الله تعالى يبين الأحكام الإلهية  الصحيحة ، وقد مثل هذا التيار الإمام الصادق (عليه السلام ) والعلماء من أصحابه وأتباعه ، ومن الطبيعي أن التيار الثاني كان يصطدم مع أجهزة الحاكم الظالم ووعاظ السلاطين . ولذلك فإن اختلاف الفقه الجعفري مع الفقهاء الرسميين في عصر الإمام الصادق (عليه السلام ) لم يكن اختلافا عقائدياً فحسب ، بل كان اختلافاً استمد وجوده من محتواه المعارض أيضاً.

فالإمام الصادق (عليه السلام ) بنشاطه العلمي وتصديه لبيان أحكام الفقه والمعارف وتفسير القرآن الكريم بطريقة تختلف عن طريقة وعاظ السلاطين قد اتخذ عملياً موقف المعارضة تجاه جهاز الحاكم وإفراغ هذا الجهاز من محتواه الديني, وهذا هو احد الأبعاد السياسية لحركته العلمية والفكرية وتوسع هذه الحركة وانتشارها على نطاق واسع .

ثالثاً: إقامة تنظيم سري سياسي ـ أيديولوجي .

وليس المقصود بالتنظيم هنا حزباً منظماً بالمفهوم المعروف اليوم ، ولا يعني ذلك وجود كوادر منظمة ذات قيادات إقليمية مرتبطة ارتباطاً هرمياً وإنما المقصود وجود جماعة بشرية ذات هدف مشترك تقوم بنشاطات متنوعة لخدمة ذلك الهدف وترتبط بمركز واحد وقيادة واحدة ، وتسود بين أفرادها روابط عاطفية وروحية مشتركة .

هذه الجماعة كانت موجودة في مختلف عهود أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) وكانت تقوم بنشاطها في بعض الحالات بالخفاء مستخدمةً أسلوب التقية , وكان يجمعها الإيمان بأحقية الأئمة في الخلافة, وكانت تعلن وفائها الفكري والسياسي للائمة وكان الأئمة (عليهم السلام ) يعملون على توعيتها وتوجيهها وحفظها من إرهاب الأجهزة الحاكمة .

ويعتبر الإمام القائد دام ظله : أن من التعبيرات التي تدل على وجود جهاز فعال مستتر وراء النشاط الظاهري للأئمة (عليهم السلام ) عبارات باب ووكيل ومستودع السر ، الواردة في كثير من الروايات التي تتحدث عن حياة الأئمة (عليهم السلام)فابن شهر أشوب المحدث الشيعي المعروف ـ في القرن السادس الهجري ـ  يقول مثلاً في سيرة الإمام الصادق (عليه السلام ) (وكان بابه  " بوابه " محمد بن سنان ) وفي بعض كتب الحديث تروى عن الإمام الصادق (عليه السلام ) عبارة وكيل بشأن المعلى بن خنيس .

وعلى أي حال فإن أحد أهم التوجيهات التي تروى عن علي (عليه السلام) للمقربين من أصحابه والتي تعتبر أروع وثيقة من وثائق الجهاز التنظيمي في حركة آل البيت (عليهم السلام) على حد تعبير الإمام القائد دام ظله هو قوله (عليه السلام) : " لو قد فقدتموني لرأيتم بعدي أشياء يتمنى أحدكم الموت مما يرى من الجور والعدوان والأثرة والاستخفاف بحق الله والخوف على نفسه ، فإذا كان ذلك ، فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا . . وعليكم بالصبر والصلاة والتقية ، واعلموا أن الله عز وجل يبغض من عباده التلون ، لا تزولوا عن الحق وأهله ، فإن من استبدل بنا هلك ، وفاتته الدنيا وخرج منها آثما " / تحف العقول ص115ط2.

                                             وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين