الصفحة الرئيسية

مقابلة حول موضوع: الزواج المؤقت

1-ما هي فلسفة الزواج المؤقت من وجهة نظركم الخاصة؟

نحن نعتبر أن فلسفة الزواج المؤقت تقوم على أساس أنه الحل المنطقي لكل الحالات والأفراد الذين لا تسمح لهم ظروفهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وغيرها بالزواج الدائم فهو حل للشباب والفتيات اللاتي لا يمكنهن تجريد غرائزهن وحاجاتهن البشرية، وهن في نفس الوقت غير قادرات على الزواج الدائم.

 كما أنه حل للنساء اللاتي توفي أزواجهن وللمطلقات والعوانس وغيرهن ممن لا يستطعن  الزواج الدائم. وإلا فما هو البديل؟ خصوصا وان الغريزة الطبيعية في الإنسان لا يمكن أن ترفع ضغطها، كما أن الفتيات والشباب ليسوا على استعداد لطي مرحلة من الرهبانية المؤقتة وليسوا قادرين على العيش تحت ضغط الحرمان والترويض حتى يدركوا الوقت الذي تتهيأ فيه مستلزمات الزواج الدائم.

وإذن فليس أمامنا إلا خياران: فإما أن ندع الشباب يشبعون غرائزهم دون قيد أو شرط. ونبيح للفتيات أن يحصلن على علاقات جنسية غير مشروعة،ويمارسن عملية إسقاط الجنين مرات متعددة في حياتهن وهذا يعني القبول بالإباحية الجنسية .... وإما أن نجعل ضابطة للعلاقات بين الرجل والمرأة على أساس الزواج المؤقت. وهذا الخيار يحول دون أن يتحمل الشاب والفتاة اعباء الرهبانية المؤقتة ودون أن يسقطا في وحل الإباحية الجنسية ونتائجها السلبية في الحياة.

2- ما هوالاختلاف بين النظرية والتطبيق؟

       من الناحية النظرية في الفقه الإسلامي الزواج المؤقت والدائم يتشابهان في بعض المسائل ويختلفان في بعضها وأهم الأشياء التي تميز احدهما عن الآخر هي :

أولاً: إن الرجل والمرأة يقرران الزواج بشكل مؤقت وبعد انتهاء المدة المقررة يقرران تمديد المدة إذا ارادا ذلك وينفصلان إذا لم يرغبا.

ثانياً: في الزواج الدائم يرث أحد الزوجين الآخر، وهذا الأمر لا ينطبق على الزواج المؤقت.

ثالثاً: في الزواج المؤقت فإن الولد ولد شرعي وهو لأبيه وأمه تماماً كما هو في الزواج الدائم.

رابعاً: كما أن اذن ولي المرأة البكر في الزواج الدائم أمر واجب، كذلك الحال في الزواج المؤقت على رأي معظم فقهائنا.

خامساً: كما أنه يحرم على الآخرين التقدم لخطبة الزوجة الدائمة، كذلك فإنه يحرم أيضا التقدم لخطبة الزوجة المؤقتة على الآخرين. وكما أن على الزوجة الدائمة أن تعتد بعد الطلاق، فإن على الزوجة المؤقتة أيضاً ان تعتد بعد انتهاء المدة ولا يجوز لها بأي حال أن تنشأ عقداً جديدا قبل انتهاء العدة.

       هذه بعض الأمور التي قد يتوافق فيها الزواج المؤقت مع الدائم وقد يختلف من الناحية النظرية، إلا أنه في حالات التطبيق قد يتم تجاوز بعض الشروط من قبل الجاهلين، أو الطائشين. ولكن الخطأ في التطبيق لا يعني إطلاقاً وجود خطأ في النظرية، أو في أصل تشريع هذا الزواج، وأنا اعتقد أنه لابد من حملة توعية على شروط وضوابط هذا الزواج من أجل تلافي الكثير من المشكلات الناشئة من التطبيق الخاطئ له والذي غالباً ما يكون ناشئاً من تجاوز أحد الطرفين أو كلاهما لبعض شروطه وضوابطه.

3.              كم هي عدد الزيجات التي تحدث في الواقع؟

       لا أملك فكرة دقيقة عن عدد وحجم الزيجات التي تحدث في الواقع باعتبار أن حالات الزواج التي من هذا النوع غالبا ما لا تكون علنية، وإنما تبقى في إطارها الخاص وتحاط بالكتمان، ولكننا نستطيع أن نكون فكرة عن ذلك من خلال حجم الأسئلة الشرعية التي تردنا حول هذا الموضوع، ولذلك يمكننا أن نقول بأن الزواج المؤقت منتشر في أوساط الشباب خاصة الشباب الملتزم غير القادر على الزواج الدائم الذي ينظر إلى هذا الزواج على أنه رباط شرعي ومقدس.

4.              كيفية الالتقاء بالشريك وهل ثمة أماكن محددة لذلك؟

التعارف بين الشريكين غالبا إذا لم يكن دائما يتم بصورة شخصية واللقاء بينهما يكون في أماكن يختارها الطرفان بأنفسهما، كما أن الغالب أن الشريكين وبعد التوافق على الزواج يبادران بأنفسهما إلى إجراء صيغة عقد الزواج بعيدا عن معرفة الناس.

من جهة أخرى: لا علم لي عن وجود أماكن أومحاكم شرعية خاصة توفر فرصة اللقاء بين الشريكين، كما أن المحاكم الشرعية التي تؤمن بمثل هذا الزواج في لبنان ليس معروفا عنها أنها تسجل أو تنجز معاملات الزواج المؤقت.

نعم ربما يكون في الجمهورية الإسلامية محاكم شرعية مختصة تسجل وتنجزهذا النوع من الزواج باعتباره زواجا شرعيا نص عليه القانون. لكن لا أعتقد بأن من مهام هذه المحاكم إيجاد فرص لدى الشباب أو الفتيات للتقريب بينهما أو اللقاء بينهما.

5.              ما هو دور علماء الدين في هذا النوع من الزواج؟

لا أعتقد أن علماء الدين يمارسون دوراً أساسياً في هذا المجال بقدر ما هم  يحرصون على أن تكون العلاقة بين الشريكين متطابقة مع الشروط والضوابط الشرعية الموضوعة لهذا الزواج.نعم إذا كانت هناك حالات ملحة تحتاج فيها المرأة إلى شريك أو الرجل إلى زوجة.وكان بإمكان عالم الدين أن يجمع بينهما برباط شرعي، سواء كان الزواج مؤقتا أو دائما فإنه لن يقصر في ذلك.

أما في خصوص حالات الزواج المؤقت فإن من النادر أن يلجأ من يبتغي هذا النوع من الزواج إلى عالم الدين من أجل أن يوفر له الشريك، نعم معظم الراغبين في هذا الزواج يلجأون إلى علماء الدين من اجل الاستفسار عن بعض الضوابط والأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الزواج من أجل أن يكون زواجهم موافقا للأصول الشرعية ....

6.              ما هي نظرة المجتمع للزواج المؤقت؟

الزواج المؤقت كالزواج الدائم من حيث كل الخصائص الشرعية والروحية والنفسية إلا أن المجتمع ونتيجة عدم وعيه لحقيقة هذا الزواج من جهة، والتطبيقات الخاطئة له التي قد تحدث في المجتمع في بعض الحالات من جهة أخرى، ينظر نظرة سلبية إلى هذا النوع من الزواج.

وأنا اعتقد بأن المجتمع لو طبق هذا الزواج بشكل علني ووفق الأصول والضوابط الشرعية، لاستطعنا أن نحل الكثير من المشاكل الاجتماعية، ولتلافينا الكثير من التطبيقات الخاطئة لهذا الزواج.

وأنا ادعو قبل أن يتحول الزواج المؤقت إلى حالة علنية أن يصار إلى توعية المجتمع على هذا الزواج وفلسفته وأبعاده وآثاره الإيجابية.