الصفحة الرئيسية

مقابلة: مع تلفزيون المنار حول الشائعات وأثرها الاجتماعي

الإشاعة في المفهوم العام : هي الترويج أو نشر موضوع ما سواء كان إيجابيا أو سلبيا , من هنا نقول أن نشر الفضيلة والمعروف والإحسان والخير وإشاعتها في المجتمع، ونقول إشاعة الفاحشة لكن في المفهوم الخاص هي الترويج لقضايا الفاحشة سواء كانت صحيحة وواقعية أم لا صحة لها.

 

1-              مفهوم الشائعات أو الإشاعات ومعانيها المتداولة بين الناس (الفارق بينهما)

2-              هل يمكن تصور مجتمع بدون إشاعات ولماذا؟

3-              تاريخ الشائعات –وربطها بوجود الإنسان منذ البداية ، الخوف ، الفراغ ...) وخطورتها؟ أخطرها: مسائل الشرف والحياة الخاصة

4-              أسباب انتشار الشائعات (الجهل، الظروف، الإعلام ...)

5-              الحروب والشائعات والحرب النفسية- التأثير المعنوي

6-              لماذا يصدق الناس الشائعات ويلتهون بها

7-              أهداف الشائعات وتأثيرها على الناس (يأس، إحباط، تحطيم ...) وعلاقة الأهداف بالجهة المسربة للشائعة

8-              دور وسائل الإعلام في بث الشائعات أو القضاء عليها ...

9-              انعكاسات الشائعات على الأفراد (أذى ودمار) .

10-        انعكاسات الشائعات على على المجتمع، (إفلاس بنوك بسببها..)

11-        الشائعات وبثها بين المواطنين، بين المذاهب الإسلامية ....

12-        الشائعات في التاريخ الإسلامي القديم ضد رسول الله (ص) .... والمسلمين في بداية الدعوة الإلهية.

13-        الشائعات اليوم حول الجمهورية الإسلامية وعلاقاتها ....

14-        الشائعات اليوم حول المقاومة الإسلامية / الانتفاضة الفلسطينية

15-        الشائعات في المجال الفني، السياسي، الشخصي ....

16-        الشائعات الخاصة بالنساء ومجتمعهن وحياتهن الخاصة

17-        العدو الصهيوني وحرب الشائعات ضد العرب .....الفلسطينيين، المقاومة... إيران ، العراق ....

18-        عاقبة مثير الشائعات في الدنيا والآخرة ....

19-        ما هو المطلوب أمام الشائعات، السكوت، التكذيب ....؟

20-        كيف نقضي على الشائعات في المجتمع (وعي الناس، كشف أصحابها ....)

21-        كيف نتجنب حدوث الشائعات ،(عدم التدخل في شؤون الناس، دور التربية ، الإيمان ....)

·                   قرآن كريم: "ولا يزالون، يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا"

    " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً"

" والذين هم عن اللغو معرضون" "لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء ..."

قصة يوسف (ع) / قصة مريم (ع)/ قصة إبراهيم (ع) / حديث الإفك/

"إن جاءكم فاسق ...." ولا تقف ما ليس ...." الذين يحبون أن تشيع الفاحشة

 

خلاصة الاجابات

 

 مفهوم الاشاعة

 

الإشاعة في المفهوم العام : هي الترويج أو نشر موضوع ما سواء كان إيجابيا أو سلبيا

من هنا نقول أن نشر الفضيلة والمعروف والإحسان والخير وإشاعتها في المجتمع، ونقول إشاعة الفاحشة لكن في المفهوم الخاص هي الترويج لقضايا الفاحشة سواء كانت صحيحة وواقعية أم لا صحة لها.

وقد يقال:       الإشاعة: هي تأكيد لقضية ما تعرض في الوسط العام بوصفها حقيقة دون أن توجد معطيات تتيح التثبت من صحتها.

   أو هي: الترويج لخبر مختلق لا أساس له في الواقع، أو تعمد المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد خبر ما فيه جانب ضئيل من الحقيقة وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام المحلي أو الإقليمي أو العالمي تحقيقا لأهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو عسكرية وأمنية.

   الإشاعة مفهومة على وجه العموم أنها كلام مفسد، وتشكل خطورة على الموضوع الذي تتأثر فيه .

صور وأشكال الإشاعات:

تأخذ الإشاعة أشكالا وصورا مختلفة:

1.              هناك الإشاعات التي تدور حول موضوع معين مثل الإشاعات الاقتصادية والمالية ، الإشاعات المرضية ، الإشاعات التربوية (ترجيح أسئلة معينة للامتحانات).

2.              وهناك الاشاعات الزاحفة التي تروج ببطء ويتم تداولها بين الناس همسا وبطريقة سرية وتنتهي في نهابة المطاف إلى أن يعرفها الناس جميعاً.

دوافع مثيري الشائعات:

 العوامل والدوافع التي ينطلق منها الأشخاص عادة لنشر إشاعة ما أو صنعها هي:

الانتقام وتصفية الحساب مع أشخاص معينين وإزالة الثقة بالشخصيات الكبيرة، وصرف الرأي العام عن القضايا الجوهرية.

1.              العداوة: حيث من الملاحظ أن العداوة لجماعة أو لشخص أو لفئة أو لجهة تكون دافعا قويا لنشر إشاعة مدمرة بقصد التشهير والتدمير، على سبيل المثال الشائعات السياسية التي يقصد منها التشهير، أو شائعات الحرب الخاصة بالعدو.

2.              حب الظهور: لأن نقل اشاعة يتيح لشخصية ضعيفة أو ذات موقع اجتماعي عادي أن ترفع من مكانة هذه الشخصية على اعتبار أنه استطاع أن يصل إلى مصادر معلوماتية سرية، وأن يحصل على أخبار خاصة لا يحصل عليها الناس العاديون.

3.              التخفيف من حالة الخوف والأمل في الاطمئنان، فبعض الناس ينشرون الإشاعات من أجل أن يتداولوا في موضوع الإشاعة مع بعضهم ومع الآخرين حتى يخففوا من عامل الخوف والذعر، لأن تفاعل الأفراد فيما بينهم ووجودهم معاً يؤدي الى اضعاف موضوع الخوف.

إيقاف سريان الإشاعات:

1.              أن نظهر أن الاشاعات هي إحدى وسائل العدو الخبيثة التي تهدف إلى تحطيم الروح المعنوية وإنها جزء من عمل المخابرات.

2.              ان نتنبه الى المخاطر التي قد يتعرض لها الامن الوطني من خلال احتمال سريان معلومات صحيحة عبر الاشاعات للعدو.

3.              الالحاح على بطلان الاشاعة وتكذيبها.

4.              التركيز على عملية تسخيف الاشاعة واظهار من يرددها بمظهر المضحك المثير للسخرية.

5.              خير وسيلة لوقف الاشاعة والقضاء عليها اظهار الحقائق والصدق والشفافية والبعد عن التهويل واظهار كل الاستعداد لمواجهة كافة الاحتمالات واظهار انه ليس هناك من معضلة او مشكلة لا حل لها واظهار الثقة بالنفس والوحدة والتماسك.

أهداف الحرب النفسية وحرب الشائعات

1-                  بث اليأس من النصر في نفوس القوات المسلحة والتشكيك في قدرتها على القتال وتحقيق النصر. وبث الرعب في قلوب المجاهدين عن طريق المبالغة في وصف القوة والقدرة والإمكانات والمبالغة في الهزائم والتهويل.

2-                  إضعاف الجبهة الداخلية وإحداث ثغرات فيها وإيجاد الفرقة بين صفوف المجتمع وفئاته وتياراته وقواه. وزرع بزور الفتنة في الداخل ... وتشجيع بعض الأطراف على الخروج على الإجماع الوطني, وإثارة المخاوف بين أفراد الناس.

3-                  إضعاف المعنويات وشل إرادة القتال وتصميم وعزم المجاهدين.

4-                  التشكيك في القادة وكفاءتها وإخلاصها وصدقها ...

طرق الوقاية من الحرب النفسية والقضاء عليها

1-              قوةالإيمان والعقيدة (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل...)

2-              الوعي والمعرفة بأهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية وفي تفتيت  وحدة الأمة وشل إرادتها وتثبيط العزائم.

وذلك عن طريق:

أ‌-      فضح وكشف محاولات التخذيل وتثبيط العزائم

ب‌-                        فضح محاولات التفرقة ومقاومتها

 

الحرب النفسية التي استخدمها النبي (ص)

1-              إثارة الخوف والرعب: نصرت بالرعب مسيرة شهر

2-              تحطيم الروح المعنوية

3-              الإعلام الموجه عن طريق الهجاء والشعر الذي كان يقوله حسان بن ثابت وغيره من الشعراء.

4-              استعراض القوة وإظهار القدرة،    كما في فتح مكة حيث تم إشعال النيران للايحاء بكثرة العدد وإبراز مظاهر القوة الذاتية  كما في الهرولة بين الصفا والمروة في عمرة القضاء.

                                          

الإذاعة والإشاعة:

·                   عن الصادق (ع): إن الله عز وجل عير أقواماً بالإذاعة في قوله تعالى: (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به) النساء 82 فإياكم والإذاعة

·                   عن الصادق (ع): من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان.

الإشاعات ضد النبي (ص)

استخدم المشركون في مكة قبل الهجرة كرد فعل على الدعوة استخدموا سلاح الحرب الإعلامية والدعاية ضد النبي (ص) بكل ما تقتضيه من مجادلة ومهاترة وترويج إشاعات كاذبة وتهم باطلة فقد كانوا يروجون بين الوافدين إلى مكة أن هذا الرجل ساحر أوأنه مجنون، وأنه يفرق بين المرء وأبيه وبين الزوج وزوجته وبين الشخص وعشيرته وعائلته، وأن ما يأتي به إنما يتعلمه عند رجل نصراني إسمه جبير.

 بعدالهجرة روج المشركون واليهود والمنافقون إشاعات كثيرة منها:

-                    أشاع المشركون في أحد أن النبي قتل في المعركة الأمر الذي أدى إلى إصابة المسلمين بصدمة عنيفة وحزن عميق وشعروا بالضعف والإحباط حتى كاد اليأس والشك يتسرب إلى البعض منهم. (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين) آل عمران /144

-                    ومنها ما أشاعه المنافقون في معركة الخندق وما فعلوه على مستوى تثبيط العزائم وشل الإرادات وما أثاروه من شائعات الخوف والهزيمة. (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض  ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً) (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم  فارجعوا) أي لا تقدرون على فعل شيء فارجعوا من حيث أتيتم.

-                    ومنها ما أشاعه اليهود من أكاذيب وتخويف ضعاف النفوس كما في الخندق / وتثبيط الناس عن الخروج إلى الجهاد كما في تبوك.

عاقبة مثيري الشائعات في الدنيا والآخرة:

·                   قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

)عذاب عظيم في الدنيا) قد يكون إشارة إلى:

-                    الحدود والتعزيزات الشرعية

-                    ردود الفعل الاجتماعية وما يمس السمعة

-                    عدم تقبل أية شهادة منهم وإدانتهم بالفسق والفجور وافتضاح أمرهم.

-                    وأما (عذاب الآخرة) فيكون بحرمانهم من رحمة الله

-                    يبوءون بغضب الله

-                    يقعون في عذاب النار وهو عذاب أليم

(والله يعلم وأنتم لا تعلمون)

نعم إن الله يعلم بالعاقبة المشؤومة التي تنتظر الذين يشيعون الفحشاء في الدنيا والآخرة، إلا أن الناس لا يعلمون أبعاد هذه القضية.

·                   عن النبي (ص) أنه قال: إني لأعرف قوماً يضربون في صدورهم حزناً يسمعه أهل النار: وهم الهمازون اللمازون الذين يلتمسون عورات المسلمين ويهتكون ستورهم، ويشيعون من الفواحش ما نسي عنهم.

·                   وفي حديث آخر: من أحصى على أخيه المؤمن عيبا ليشينه به ويهدم مروته فقد تبوأ مقعده من النار.

·                   قال تعالى: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون)

·                   إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، يوم تشهد عليهم السنتهم وأيديهم وأرجلهم   بما كانوا يعملون)

أسباب وانتشار الشائعات:

1-              عدم وجود وعي ديني أو أخلاقي أو سياسي، والجهل بحقائق الأمور

2-              الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية المتردية أو وجود أزمات اجتماعية واقتصادية حادة،انتشار الفساد، انعدام الثقة.

3-              عدم وجود مناعة داخلية أو حصانة وطنية أوتماسك مجتمعي. لأن وجود المناعة والحصانة والوحدة يحول دون انهيار الأمة إزاء ما تواجهه من ضغوطات الحرب النفسية وحرب الشائعات.

لماذا يصدق الناس الشائعات؟:

الحقيقة أن جميع الناس في أي مجتمع وفي أي زمن مهيئون لتلقي الشائعة وتصديقها لأنه ليس لديهم من الوقت ما يسمح بمراجعة ما يسمعونه وطرحه على معايير الصدق، فضلاً عن أنهم يصعب عليهم إثبات تكذيب الشائعة لعدم وجود معطيات صحيحة لديهم.

هذا الغموض الذي يكتنف مضمون وجوهر الشائعة عادة هو الذي يجعل الناس تصدق الشائعة.

أما موضوع الالتهاء بالشائعة فناتج عن حب الثرثرة والفراغ والبطالة.

كيف نتجنب حدوث الشائعات:

أولاً: عدم تتبع عيوب الناس وأفعالهم.

ثانياً: مراعاة حرمة الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم

ثالثاً: التقوى وعدم اتهام الناس وإساءة الظن بهم، والتزام القيم الإلهية والأخلاقية .

رابعاً: معرفة عواقب مثيري الشائعات وأن من أذاع فاحشة كان كمبتدئها.

·                   قال رسول الله(ص): لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإن من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثراته، ومن تتبع الله عثراته يفضحه ولو في جوف بيته.

·                   وفي حديث آخر: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يوأخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوماً ما.

·                   وفي حديث آخر أبعد ما يكون العبد من الله أن يوأخي الخ.

كيف نقضي على الشائعات في المجتمع:

قد نبه الله المسلمين إلى ضرورة رد كل خبر إلى الرسول وإلى أولي الأمر وأن لا يفشوه حتى لا تترتب عليه مفسدة.

قال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف اذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً).

1-              وعي الناس وحلول الثقة محل سوء الظن.

2-              كشف أصحاب الشائعات وفضح أهدافهم وغاياتهم

3-              وئد الشائعة في مهدها بتكذيبها ورفضها وعدم المبالاة بها وعدم ترتيب أي أثر عليها  .

·                   قال تعالى: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل

·                   جاء رجل إلى الإمام الكاظم(ع) وقال له: لقد نقل لي أحد الأشخاص عملا نسبه لشخص وقد نفاه حين سألته عنه، في وقت كان الناقل موضع ثقة: فقال الإمام (ع):كذب سمعك،وبصرك عن أخيك، وإن شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قول فصدقه وكذبهم ، ولا تذيعن عليه شيئاً تشينه به وتهدم مروته فتكون من الذين قال الله عز وجل (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة الخ ....

·                   ونبه القرآن إلى ضرورة عدم سماع ما يطلقه الأعداء وأعوانهم (يا أيها الذين أمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتو الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين )

وأن الوسيلة الناجحة لمحاربة الإشاعات هي اطلاع الناس بصورة مستمرة على المعلومات الصحيحة الدقيقة وعلى حقائق الأمور وهذا تشارك فيه وسائل الإعلام الهادفة ليكون أفراد المجتمع على إطلاع بما يدور حولهم.

 

قال تعالى:

"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. 

يجب الانتباه إلى أن إشاعة الفحشاء لا تنحصر في ترويج تهمة كاذبة ضد مسلم مؤمن يتهم بعمل مخل بالشرف، وإنما هذا صورة من صورها ولا يقتصر عليها فقط وإنما لهذا التعبير مفهوم واسع يضم كل عمل يساعد في نشر الفحشاء والمنكر،وقد وردت في القرآن الكريم كلمة الفحشاء غالباً للدلالة على العمل المخل بالعفة والشرف.

أما الراغب الأصفهاني فذكر مفهوماً واسعاً للفحشاء فقال: الفحش والفحشاء والفاحشة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال.

ولإشاعة الفحشاء صوراً عديدة مثل: افتعال تهمة كاذبة ونقلها بين الناس أو إنشاء مراكز للفساد ونشر الفحشاء، أو توفير وسائل المعصية والانحلال بين الناس. أو تشجيعهم على ارتكاب الذنوب.

·                   عن الصادق (ع): من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز وجل عنهم (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة الخ) هذا يعني أن إشاعة الفاحشة سواء كانت واقعة ومحققة لدى الشخص أو كانت لا تزال في إطار التهمة هي محرمة، ومن الكبائر.

وفي المقابل: أوجب الله الستر والتكتم على مرتكبي الفواحش.

 ولهذا التحريم فلسفة وخلفية إجتماعية ودينية:

فلسفة هذا التحريم: حرمة الإنسان / عدم تجاوز واقتحام الحياة الخاصة/ أرسى الإسلام قواعد للسلوك الاجتماعي فحرم الغيبة النميمة، البهتان، التجسس، سوء الظن، اطلاق التهم، تتبع العيوب / وأوجب الستر والكتمان،وحرمة الإذاعة والإشاعة.

الإشاعات ضد المقاومة

استخدمت إسرائيل الحرب الدعائية والشائعات ضد المقاومة منذ انطلاقتها في سنة 1982،تمثل ذلك: في الإشاعات التي كانت تصور الجيش الإسرائيلي بأنه جيش لا يقهر.

-                    العين لا تقاوم المخرز

-                    الكلاشنكوف لا يقاوم الدبابة والطائرة

-                    الجندي الإسرائيلي سوبر مان

في عناقيد الغضب خاضت إسرائيل حملة دعائية إعلامية مركزة ضد المقاومة والمدنيين اللبنانيين.

-                    قامت إذاعة (صوت الجنوب) التابعة لميلشيات لحد ببث البيانات التحذيرية ضد الجيش اللبناني بعدم التدخل في المعركة، وضد المدنيين بعدم التوجه إلى قرى الجنوب وبإخلاء عشرات القرى المحددة في الجنوب والبقاع الغربي.

-                    هدفت هذه الإشاعات: إلى خلق البلبلة والفوضى وإضعاف الروح المعنوية للسكان.

الحرب النفسية للمقاومة

·                   إستطاعت المقاومة أن ترصد الحرب النفسية التي شنتها إسرائيل ضد المقاومة وأن تقوم بالرد على هذه الحرب من خلال تحليل وتفنيد الإدعاءات الإسرائيلية الكاذبة للجيش الإسرائيلي، وأن تشن في بعض الحالات حرباً نفسية مضادة استطاعت أن تترك أثرا انهزامياً لدى المجتمع الإسرائيلي. وأن تحفظ المعنويات الداخلية في لبنان

·                   مثلاً: صور سرايا الاستشهاديين المدججين بالمتفجرات

·                   بيانات المقاومة حول إنذار المستوطنين في شمال فلسطين من صواريخ الكاتيوشا.

·                   وقضية خط العرض 33 ثم 32.5 درجة

·                   إعلان التعبئة العامة من قبل قيادة المقاومة الإسلامية

·                   بث مشاهد عن إطلاق صواريخ الكاتيوشا

·                   بث مشاهد من عملية مرجعيون والجرحى الإسرائيليين الذين يصرخون لنجدتهم.

·                   مشاهد عن عملية الدبشة وغيرها من العمليات التي يقتحم فيها المجاهدون المواقع والقلاع الاسرائيلية وزرع علم المقاومة فوقها.

·                   مشاهد عن تشييع القتلى الصهاينة...

 

آيات تتعلق بالموضوع:

·                   (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)   الإسراء/ 36

·                   (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)   الحجرات / 6

·                   (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).آل عمران / 186

·                   (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)

 

آيات الإفك:

ارتكبوا معصية من ثلاث جهات

1-  قبول الشائعة وعدم رفضها

2-  المشاركة في ترويجها من حيث لا يشعرون مع المنافقين

3-  اعتبار الشائعة أمرا هينا والقول بلا علم ولا دليل ولا برهان.

والحمد لله رب العالمين