الصفحة الرئيسية

مقابلة مع مجلة بقية الله حول معالم شخصية الرسول(ص) الجهادية

لم يثبت أن النبي (ص) كانت له مشاركات عسكرية قبل البعثة،وما يقال من أنه (ص) قد حضر بعض فصول حرب الفجار التي وقعت بين قبيلة قيس من جهة وقبيلتي قريش وكنانة من جهة أخرى، وأنه (ص) شارك فيها بنحو من المشاركة إلى جانب قريش وكنانة وكان في حدود العشرين من عمره الشريف،لا نستطيع تأكيد صحته، بل ونشك كثيرا في مشاركته (ص) في هذه الحرب

1-              ما هي العوامل والظروف التي ساهمت في بناء وتكوين شخصية الرسول الأعظم (ص) من الناحية العسكرية(مشاركات قبل البعثة – تدريب- غزو ...)؟

2-              كيف كانت الطبيعة الحربية والعسكرية في شبه الجزيرة العربية (ومكة تحديدا) في ذلك الزمان، وما هوموقف الرسول (ص) من هذا الواقع؟

3-              ما هو موقع العمل الجهادي في  حركة الرسول (ص) ورسالته، أي هل هو في صلب هذه الحركة، أم أنه استجد بتبدل الظروف واشتداد الضغط والطغيان. بخاصة وأن الدعوة الإسلامية انطلقت سلمية – إن صح التعبير – وهل كان الصبر والتحمل فقط (مع عظمته) هو تكاليف المؤمنين في تلك الفترة (قبل تشريع القتال)؟

4-              ماذا تمثل الهجرة في الحركة الجهادية للرسول (ص) وأتباعه.

5-              ما هي ظروف نزول الآية الكريمة "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ...؟

6-               هي طبيعة التنظيم العسكري الذي اتبعه الرسول (ص) ؟ وهل جاء بجديد على هذا المستوى (الأساليب الأمنية والتكتيكية والمهمات الجهادية ...)؟

7-              كيف تجلت شخصيته الجهادية (ص) في الخطاب التعبوي للمسلمين من  جهة، وفي إدارته للمعارك من جهة أخرى؟

8-              درس معركةأحد: هل يدلل على تحول أراد (ص) أن يحدثه في عقلية المقاتل المسلم، وهل نجح في ذلك؟

9-              ما هي دلالة وجود أقرباء الرسول (ص) في مقدمة المقاتلين والشهداء أيضاً؟

10-        ما هي سياسة الرسول (ص) في عقد المعاهدات والاتفاقيات مع الأعداء وبعض قبائل اليهود.ومن ثم نقضها من قبل الطرف الأخر؟.

11-        أخلاق الرسول (ص) في الحرب والمعارك (قبل وبعد)، وتعامله مع اعدائه ( حثه المسلمين على عدم تقييد الأسرى أو هدم البيوت أو قطع الأشجار – الطلقاء ...) أي ما هي المفاهيم  التي أراد ترسيخها في نفوس الناس من خلال الجهاد، وهنا لا بد لنا من الحديث عن مصطلح الجهاد الأكبر، ولماذا عد القتال جهاداُ أصغر؟.

 

السؤال الأول: لم يثبت أن النبي (ص) كانت له مشاركات عسكرية قبل البعثة،وما يقال من أنه (ص) قد حضر بعض فصول حرب الفجار التي وقعت بين قبيلة قيس من جهة وقبيلتي قريش وكنانة من جهة أخرى، وأنه (ص) شارك فيها بنحو من المشاركة إلى جانب قريش وكنانة وكان في حدود العشرين من عمره الشريف،لا نستطيع تأكيد صحته، بل ونشك كثيرا في مشاركته (ص) في هذه الحرب وذلك:

أولاً: لأن حرب الفجار وقعت في الأشهر الحرم في رجب وقد كان القتال محرماً في هذه الأشهر ولا نرى مبررا لأن ينتهك الرسول حرمة الأشهر الحرم، وخصوصا أنه كان ملتزما تماما بمثل هذه الأمور قبل البعثة.

ثانياً:إن المؤرخ اليعقوبي (المعروف) يصرح بأن أبا طالب منع بني هاشم من المشاركة في هذه الحرب وقال واصفاً إياها: "هذا ظلم وعدوان وقطيعة رحم  واستحلال للشهر الحرام ولا أحضره ولا أحد من أهلي".

ثالثاً: نلاحظ اختلاف النصوص حول الدور الذي قام به النبي (ص) في هذه الحرب فبعضها يدل على أن دوره اقتصر على مناولة أعمامه النبل، وحفظ أمتعتهم وبعضها يفيد أنه (ص) أطلق بعض السهام باتجاه الطرف الآخر واشترك في القتال،وثالث يروي أنه (ص) طعن أبا البراء ملاعب الأسنة فأرداه عن فرسه إلى غير ذلك، وهذا الاختلاف يدعونا إلى الشك في هذه المرويات وهو مع ما ذكرناه في الملاحظة الأولى والثانية يجعلنا نستبعد كثيرا أن يكون النبي (ص) قد شارك فعلا في هذه الحرب.

ولذلك نعتقد أن ثمة عوامل ظروف أخرى ساهمت في بناء شخصيته الجهادية وهي عوامل بعضها ذاتية  غير مكتسبة. وبعضها الأخر ظروف وعوامل مكتسبة من خلال:

أولاً: الرعاية التي حظي بها النبي (ص) في البادية عند حليمة السعدية حيث نشأ وترعرع في البادية         ذات الطبيعة الصعبة والقاسية مما أكسبه القوة والمناعة تجاه مختلف المتغيرات.

وثانياً: مشاركاته الواسعة بعد البعثة في العمليات الجهادية وخاصة الحروب والغزوات التي قادها بنفسه والتي بلغت سبعاً وعشرين غزوة، ولا شك أن هذه المشاركات ساهمت في تكامل شخصيته العسكرية وقد قال علي (ع): وكان إذا أحمّر البأس ولقي القوم القوم إتقينا برسول الله (ص) فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه .

السؤال الثاني:

الحياة الصعبة التي كان يعيشها الإنسان العربي انذاك وعدم وجود روادع دينية أووجدانية قوية لديه دفعت بالتجمعات القبلية إلى ممارسة الحرب والاعتداء على بعضها البعض كوسيلة من وسائل تأمين العيش أحياناً وأحياناً لفرض السيطرة والهيمنة، وأحياناً أخرى للثأر والاقتصاص، فكانت تغير هذه القبيلة على تلك وتستولي على أموالها وتسبي نساءها وأطفالها وتقتل أو تأسر من تقدر عليه من رجالها ثم تعود القبيلة المنكوبة لتتربص بالقبيلة التي غلبتها وهكذا ..وكانت لأتفه الأسباب تحدث بينهم حروب طاحنة ومدمرة يذهب ضحيتها آلاف الناس وتستمر لسنين طويلة كما في حرب داحس والغبراء وغيرها..

ولا شك أن النبي (ص) كان يرفض هذا النوع من الحروب فضلاً عن أنه لم تكن له مشاركات فيها حتى أن حرب الفجار التي اشرنا إليها لم تثبت مشاركته فيها كما ذكرنا،والحلف الوحيد الذي دخل فيه النبي (ص) قبل البعثة في مكة هو حلف  الفضول وهوالتحالف الذي قام بين قبائل قريش لوضع حد لغطرسة بعض  المكيين الذين كانوا يتعمدون الإساءة للزائرين ويقومون بالاعتداء عليهم، فهو تحالف يقوم على محاربة الظلم والفساد والانتصار للمظلوم والدفاع عن الحق ولذلك حضره النبي (ص) واشترك فيه وأثنى عليه بعد بعثته وامضاه حيث قال (ص):لقد حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما يسرني به  حمر النعم ولو دعيت إلى مثله لأجبت" لأنه قائم على أساس الحق والعدل والخير وبالتالي فإن أهدافه تنسجم مع أهداف الإسلام الذي جاء ليحرك المشاعر ويوقظ الضمائر للتحالف والتكتل في وجه الظلم والعدوان والاحتلال والتعاون على البر والخير والإحسان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل عصر وزمان.

السؤال الثالث:

حركة النبي (ص) هي حركة سلمية وطبيعتها سلمية تقوم على الدعوة إلى الله والهدى والحق والقيم الإلهية على أساس الفكر والحوار (وادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)

 والعمل الجهادي لم يلجأ إليه النبي (ص) إلا لتأمين حرية الدعوة وإزالة العراقيل من طريقها أو للدفاع عنها وعن الأمة والكيان الإسلامي.

ولذلك فإن معظم حروب النبي (ص) هي حروب دفاعية من بدر إلى أحد إلى الخندق إلى غيرها من المعارك التي خاضها النبي (ص) والمسلمون دفاعاً عن المظلومين والمستضعفين والذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.

أما في بداية الدعوة وخلال المرحلة المكية التي استمرت ثلاث عشر سنة فإن النبي (ص) لم يلجأ إلى العمل الجهادي المسلح بالرغم من كل الضغوط ، وحالات التعذيب والقتل والاضطهاد والقهر والحصار الذي كان يتعرض له المسلمون انذاك لأن المسلمين كانوا قلة وأي عمل جهادي مسلح في مواجهة المستكبرين والطغاة والمشركين انذاك ،كان يمكن أن يعرضهم لحملة تصفية وإبادة جماعية بصورة حاسمة وسريعة ولتمكن المشركون من القضاء على الدعوة وعناصرها من أول الطريق.

لذلك كان تكليف المسلمين في تلك المرحلة الصبر والثبات والتحمل وعدم اللجوء إلى أي مواجهة مسلحة مع الأعداء من أجل ضمان بقاء واستمرار الدعوة، والحفاظ على تلك الصفوة التي دخلت في الإسلام وإتاحة الفرصة أمام النبي (ص) لإعدادها نفسيا وتربويا وعقيديا وروحيا وجهاديا للصمود في وجه التحديات التي تنتظرهم وليقوموا بدورهم الرسالي والجهادي في المستقبل.

السؤال الرابع

الهجرة هي محطة أساسية واستراتيجية في حركة النبي (ص) الجهادية لأن الهجرة من مكة إلى المدينة لم تكن رد فعل لاضطهاد قريش بقدر ما  كانت فعلاً استراتيجيا خطط له النبي (ص) لتكون المدينة قاعدة ارتكاز للدعوة بعدما لم تعد مكة مكانا صالحا لنشر الإسلام حيث حصل النبي (ص) منها على أقصى ما يمكن الحصول عليه،ولم يبق أي أمل في دخول فئات جديدة في الإسلام في المستقبل القريب على الأقل، خصوصا بعدما نجحت قريش في وضع الحواجز والعراقيل أمام تقدم هذا الدين وانتشاره، لذلك كان لا بد من الانتقال إلى مكان آخر ينطلق الإسلام فيه بحرية بعيداً عن ضغوط الأعداء وفي منأى عن مناطق سيطرتهم ونفوذهم، فكان هذا المكان هو المدينة على اعتبار أن المدينة كانت مهيئة جغرافيا واجتماعيا  واقتصاديا لتكون قاعدة صلبة للإسلام ويستطيع فيها النبي (ص) أن يحقق كامل أهدافه.  فمن الناحية الجغرافية تبعد المدينة عن مكة أكثر من أربعمائة  كيلومترا مما جعلها بمأمن من هجمات قريش المفاجئة والمباغتة من جهة ومن جهة أخرى هي قريبة من طريق تجارة مكة – الشام بحيث يمكن النبي (ص) أن يفرض سيطرته وأن يمارس نوعاً من الضغط السياسي والاقتصادي وحتى العسكري على قريش في الوقت المناسب . ومن الناحية الاجتماعية فان طول النزاع القبلي بين سكان المدينة من الأوس والخزرج واليهود جعلها منطقة مفككة اجتماعيا، فكما انها لا تستطيع أن تتماسك أمام قوة الإسلام فإنها كانت تتطلع إلى رجل تلتف حوله لينزع عنها إلى الأبد هذه العصبيات المستعصية. ومن  الناحية الاقتصادية تعتبر المدينة غنية بإمكانياتها الزراعية بما يمكنها من المقاومة والاحتفاظ بنوع من الحياة  في حال تعرضت لضغوط اقتصادية من قبل المشركين وغيرهم..

السؤال السادس:

نعم ابتكر النبي (ص) بعقله الراجح أساليب جديدة في القتال في أكثر من موقع ففي معركة بدر ابتكر نظام الصفوف، وفي غزوة الأحزاب ابتكر فكرة الخندق، وفي غزوة الحديبة فاوض قريشا وعقد معها معاهدة ظهرت نتائجها الطيبة فيما بعد وهكذا في كل معركة كان هناك شيء جديد يساعد على الانتصار على العدو.

وتعتبر المبادئ التي طبقها النبي (ص) في حروبه من الناحية العسكرية مبادئ أساسية في الحروب لتحقيق النصر. فقد كان واضح الهدف في دعوته وفي قتاله ويعرف ما يريد تماماً، استخدم مبدأ المفاجئة والمباغتة في زمانها ومكانها المناسبين. واعتمد على السرعة، وعلى عنصر الكتمان والسرية حيث كان يحيط تحركاته العسكرية بالسرية التامة ويحرض على كتمان أهدافه والجهة التي يقصدها حتى عن المقربين، فعندما قرر فتح مكة أخفى نياته ولم يطلع المسلمين على وجهته وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها، واستخدم الحرب النفسية ضد العدو بغية تحطيم معنوياته وشل إرادته.

كما استخدم الخدعة في الحرب وقال (الحرب خدعة) واعتمد كثيراً على عمليات الاستطلاع والتجسس العسكري حتى أنه لم تخل معركة من معارك الإسلام إلا واستخدم النبي (ص) فيها التجسس العسكري وقام بإرسال العيون إلى مناطق العدو ومعسكراته لجمع المعلومات عن العدو واستطلاع تحركاته وأوضاعه المختلفة .

السؤال 8

لعل قيمة معركة أحد أنها جمعت للمسلمين النصر والهزيمة وعاش المسلمون فيها شروط النصر في بدايتها وشروط الهزيمة في نهايتها.

والدرس الذي أراد الله ورسوله للمسلمين والمقاتلين أن يأخذوه من هذه المعركة هو أن الله يعطي الناس النصر إذا أخذوا بأسبابه وشروطه أي إذا التزموا بالصبر والثبات واحترموا خطط المعركة ولم يتنازعوا أو يقعوا تحت تأثير مطامعهم الشخصية.

لقد انتصر المسلمون في أحد عندما نفذوا خطط المعركة بدقة وعاشوا الانضباط أمام أوامر القيادة، ولكن موازين النصر انقلبت لمصلحة الأعداء عندما تخلى المسلمون عن مواقعهم وخالفوا أوامر قيادتهم وتنازعوا حول الغنائم والمكاسب الدنيوية.

وهذا ما ينبغي أن نستفيده من دروس هذه المعركة لنوظفه في معاركنا مع اعدائنا، وهو أن على المسلمين أن لا يتنازعوا عندما يخوضون معركة الحق في مواجهة الباطل ومعركة الجهاد في مواجهة المستكبرين والمحتلين، على المسلمين إذا أرادوا الانتصار أن يكونوا صفاً واحداً في الإخلاص للقضية وللهدف وللأمة وأن يكونو صفاً واحداً في الانضباط والالتزام بأوامر القيادة وفي الانسجام مع الخطة الحكيمة.

السؤال 9

روي عن علي (ع) وهو يتحدث لنا عن سيرة رسول الله (ص) في تقديم أهل بيته وأقربائه في الحرب والقتال أنه قال: "كان رسول الله (ص) إذا حضر البأس ودُعيت نزال قدم أهل بيته فوقى بهم أصحابه، فقتل عبيدة يوم بدر وحمزة يوم أحد وجعفر يوم مؤتة".ولهذا السلوك النبوي دلالاته الكبيرة، لأنه عندما يبدأ الرسول (ص) بأهل بيته في القتال فإنه بذلك يكون قد اثبت لكل المسلمين بالفعل والممارسة أنه لا يريد أن يجعل من عامة المسلمين وسيلة للوصول إلى أهدافه الخاصة، وإنما هناك هدف كبير وقضية حق وعدل لا بد أن يساهم الجميع في العمل من أجلها، ويكون قد اثبت أيضا أنه هو (ص) شريك لهم في كل شيء في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء فهو يضحي ويقدم في سبيل القضية والهدف قبل أن يطلب التضحية من غيره، ولو بأهل بيته وأقرب الناس إليه.وهذا ما يجب أن يكون مثلاً  أعلى وأسوة حسنة لكل قيادة إسلامية ولكل زعيم سياسي ولكل صاحب هدف. فإن عليه هو أولاً أن يقدم التضحيات، فإذا احتاج إلى مساعدة الآخرين وطلب منهم أن يشاركوا في التضحية في سبيل الهدف أو القضية فإن طلبه منهم يكون له مبرراته ويرى الناس كل الناس فيه أنه صادق ومخلص وجاد ومحق في طلبه، وليس للقائد أن يجلس في برجه العاجي هو وأولاده وأهل بيته وأقربائه ثم يصدر أوامره للآخرين دون أن يرى نفسه مسؤولاً عن التحرك في اتجاه الهدف إلا في حدود الكلمات والخطابات وإصدار الأوامر والمواقف...

السؤال 10

        سياسة النبي (ص) في عقد المعاهدات والاتفاقيات مع الاعداء هي أنه عندما كانت تقتضي مصلحة الإسلام والمسلمين بحسب طبيعة الأوضاع والظروف القائمة فعلاً عقد اتفاقية أو معاهدة صلح مع العدو كان (ص) يقوم بذلك تحقيقا لتلك المصلحة. كما فعل مع قريش في ما عرف بصلح الحديبية. فإن الذي يبدو من نظرة معمقة لأوضاع المسلمين قبل هذا الصلح وبعده وما تمخض عنه من نتائج  هو أن هذا الصلح جاء في مصلحة الإسلام والمسلمين بالكامل بل كان فتحا كبيرا ونصرا عظيما لم يدرك أهميته معظم المسلمين الذين احتجوا على بعض بنوده واعتبروه مجحفا بحقهم، بل نستطيع القول أن هذا الصلح كان من الأحداث السياسية الهامة في تاريخ الإسلام التي مهدت لنتائج عقائدية وعسكرية وسياسية كبرى في مصلحة الإسلام والمسلمين وجعلت انتصار الإسلام أمراً محسوما وحتميا.

أما اليهود فقد عقد النبي (ص) معهم أكثر من اتفاقية أبرزها وثيقة المدينة بعد الهجرة، حيث خضعوا فيها بالكامل لقوانين الدولة الجديدة ولسلطة النبي (ص) في ظل هذه الدولة باعتباره قائد هذه الأمة ورئيس الدولة، وقد منحهم النبي (ص) في ظل هذه الدولة الحقوق العامة والأمن والحرية فما داموا يلتزمون بقوانينها ولا يتآمرون عليها وعلى المسلمين فإنهم يتمتعون بحقوق مساوية للمسلمين وهم محترمو المال والعرض والكرامة الإنسانية ولا ضير في ذلك لأن الإسلام ليس ضد الأقليات الدينية التي تعيش في ظل الدولة الإسلامية  وتحترم قوانينها، ولكن بعد أن أخل اليهود بموجبات المعاهدات والاتفاقيات ونقضوا المواثيق واستغلوا وضعهم المميز داخل المجتمع الإسلامي ولعبوا دوراً خطيرا في التآمر على الإسلام والتجسس على المسلمين ومحاولة اغتيال النبي (ص) والتحاف مع المشركين والمنافقين وتحريضهم على حرب المسلمين وإثارة الشائعات والأكاذيب  وغير ذلك بعدما فعلوا كل ذلك اتبع النبي (ص) معهم سياسة الاغتيالات  المنظمة، والحروب الشاملة فعاقبهم في وقائع تاريخية معروفة وأوصى بطردهم من جزيرة العرب.

 

 

 

والحمد لله رب العالمين