الصفحة الرئيسية

الشيخ دعموش يلقي كلمة في حفل تكريم الشيخ الجشي بحضور حشد من الشخصيات

لمناسبة ميلاد النبي الأعظم (صلى الله عليه وسلم) أقام حزب الله حفلاً تكريمياً لرئيس الهيئة الاسلامية الفلسطينية للرعاية والإرشاد الشيخ محمود عارف الجشي.الحفل الذي أقيم في مجمع الامام المهدي في الغازية حضره حشد من الشخصيات والفعاليات الدينية والسياسية. وقد تحدث في الاحتفال كل من إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ علي دعموش .

وقد تركزت الكلمات حول أبعاد شخصية الشيخ الجشي وتفانيه في خدمة الشعب والقضية الفلسطينية.

كما تحدث في الحفل نجل الشيخ الجشي الأستاذ عارف الجشي الذي شكر قيادة حزب الله وسماحة السيد حسن نصر الله على هذه المبادرة وعاهده البقاء على خط ونهج المقاومة حتى آخر رمق في حياته.

وفي نهاية الحفل قدم حزب الله درعاً تكريمياً للشيخ الجشي الذي لم يتمكن من الحضور إلى الحفل بسبب وعكة صحية ألمّت به وقد زاره في المستشفى الشيخ زيد ضاهر ووفد من الحزب.


وهذا نص كلمة الشيخ دعموش:

بسم الله الرحمن الرحيم

[الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً] ـ الأحزاب / 39.

في محفل تكريم العلامة الشيخ محمود الجشي نقف أمام عالم جليل وعارف كبير ورائد من رواد الإصلاح والوحدة الإسلامية، عرف بتواضعه وزهده وبعده عن زخارف الدنيا، وقضى حياته في تبليغ الرسالة ونشر المعرفة.

 

وهو إلى جانب ذلك كله من أعلام ورموز الجهاد والمقاومة في فلسطين الذين عاشوا مرارة الاحتلال الصهيوني لأرضنا ومقدساتنا وحملوا قضية فلسطين بوصفها القضية المركزية لهذه الأمة...

ولذلك عندما نقف في هذا الحفل لنكرم هذا العالم الجليل فإننا نكرم من خلاله العلم والعلماء، والجهاد والمجاهدين والمقاومة والمقاومين الذين كرمهم الله سبحانه وتعالى عندما قال: [يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات] ـ المجادلة/ 11.

نكرم من خلاله العلم والعلماء الذين كرمهم رسول الله (ص) عندما قال: إن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء.

لقد كان دأب عالمنا الجليل في كل مراحل حياته الجهاد من أجل فلسطين والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وعدم التخلي عن القضية والمقدسات .. واعتبارها القضية الأولوية التي تتقدم على كل الأولويات..

لقد كرس شيخنا كل وقته لتذكير المسلمين والعالم بقضية فلسطين، ومنعها من الدخول في النسيان، والتعبئة من أجل إنقاذ فلسطين والقدس من أيدي الصهاينة، وتسليط الضوء في خطبه وبياناته على ما تتعرض له فلسطين وشعبها من حصار وتجويع وتهويد.

لو أن العلماء أكدوا على أولوية الصراع والمواجهة مع العدو الصهيوني كما أكد شيخنا على الدوام لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.

كل الآلام التي نواجهها في لبنان وتواجهها شعوب المنطقة هي بسبب التخلي عن هذه المسؤولية وهذه الأولوية.

هناك دول وحكومات تمنع من هذه الأولوية وتدفع نحو أولوية أخرى وتخترع حروباً أخرى.

ونحن نقول لأولئك الذين يريدون إخراجنا من المعادلة في الصراع العربي الإسرائيلي نقول لأمريكا وإسرائيل ولكل أدواتهما في المنطقة نحن في المقاومة الإسلامية وفي حزب الله لن نتخلى عن فلسطين ولا عن قضية فلسطين ولا عن مقدسات فلسطين..

إن تكريم عالمنا الجليل يتزامن مع الذكرى العطرة لولادة رسول الله محمد بن عبد الله (ص) الذي ملأ الدنيا علماً ومعرفة وروحانية وأخلاقاً ورحمة وإنسانية.

ويأتي هذا التكريم في اللحظة التي تمر فيها المنطقة بتوترات سياسية وطائفية ومذهبية يجري تسعيرها وتصعيدها في محاولة لإخضاعنا إلى فتنة تدخل كل مدينة وكل بلدة وكل بيت.

اليوم من أعظم الإساءات لرسول الله (ص) أن يقتل الناس وأن يذبح الناس وتقطّع رؤوسهم باسم رسول الله (ص) الذي أبى أن يفعل ذلك حتى لأشد الناس عداوة له.

 

اليوم الفكر التكفيري وثقافة القتل والتفجير وقطع الرؤوس أخطار تتهدد الوطن والأمة ويجب أن يعي الناس خطورة هذا الفكر الذي يستبيح دماء الناس ولا يراعي حرمة لا لدماء ولا لأعراض ولا لمقدسات.

هذا فكر دخيل على الإسلام يحاول أن يزج الأمة في مستنقعات الفتنة ويفرض عليها الخوف والقلق والقتل وعدم الاستقرار. التفجيرات المتنقلة في المناطق اللبنانية هي إعلان حرب على الناس الأبرياء وإعلان حرب على لبنان من قبل مجموعات تدعي الإسلام والانتماء إلى رسول الله.

هذه التفجيرات التي تحصل في لبنان والعراق وسوريا وباكستان ومصر وليبيا واليمن وغيرها هي أمر لا يقره عقل ولا دين وهي تشويه وإساءة كبرى لرسول الله (ص) وتشويه لمفهوم الجهاد. هذا المفهوم الإسلامي والقرآني الذي تم تحويله على أيدي هؤلاء إلى مفهوم عصابات للجريمة والقتل والاغتيالات.

أيها الجاهلون التكفيريون هذه ليست طريق الجنة هذه طريق جهنم فالله يقول: [ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً] ـ النساء / 93.

أمام هذا الخطر من واجب كل الأمة أن تتصدى لهذا الفكر بكل الوسائل لأن مواجهة هذا الخطر باتت مسؤولية وطنية وإسلامية والمطلوب من علماء المسلمين تصحيح المفاهيم الخاطئة ، وأن يظهروا انحراف هذا الفكر الدخيل، وانه ليس له علاقة لا بإسلام محمد ولا بإسلام الخلفاء الراشدين.

المطلوب من عامة الناس وبالخصوص من البيئة التي تحتضن الجماعات التكفيرية أن ترفضهم وتلفظهم من أوساطها.. ولا تمكنهم من الجريمة.

اليوم بات لبنان بفعل التحريض المذهبي والتعبئة والاتهامات العشوائية والاحتضان غير المسبوق للجماعات التكفيرية بات ليس ساحة للإرهاب التكفيري بل منتجاً ومصنعاً للإرهابيين والانتحاريين.

لا يكفي أن ننظر إلى من فجر نفسه بل يجب أن ننظر أيضاً إلى من حرض وعبء واحتضن ودعم ووفر المناخ المساعد لهؤلاء على القتل والإرهاب وارتكاب الجرائم.

خطاب التحريض الذي سمعناه بعد اغتيال الوزير شطح والاتهامات غير المسؤولة التي أطلقها ويطلقها فريق 14 آذار والتبريرات التي نسمعها للتفجيرات التي تحصل في الضاحية.. هي التي تساهم في تشجيع الجاهلين التكفيريين لقيادة السيارات المفخخة وتفجيرها بالناس الأبرياء.

لذلك فريق 14 آذار الذي هو الوجه الآخر للتكفيريين يجب أن يتحمل مسؤولية مباشرة عما يجري.

الدول التي ترعى الجماعات التكفيرية وتدعمها وتساندها وتدفع بها إلى ساحات القتل أيضاً تتحمل المسؤولية عن قتل الناس وتدمير لبنان وإلحاق لبنان بالفوضى التي تعم المنطقة.

والخروج من هذه الأزمة أو مواجهة هذه المخاطر لا يكون بتشكيل حكومة كيفما كان أو حكومة حيادية، لأن أي حكومة من هذا النوع ستزيد من المشكلة وستضيف أزمة جديدة إلى بقية الأزمات في البلد.

مواجهة الأخطار المحدقة بلبنان يكون بتشكيل حكومة جامعة.

واليوم هناك فرصة حقيقية لتشكيل حكومة جامعة تعيد لمًّ شمل اللبنانيين، وعلى الجميع اغتنام هذه الفرصة وعدم إضاعة الوقت.

نحن من جهتنا نتعاطى بإيجابية لتسهيل ولادة هذه الحكومة ونأمل من جميع القوى السياسية في البلد أن يتعاطوا بنفس الإيجابية وأن يتخلوا عن العناد ووضع الشروط والعقبات التي لن تؤدي سوى إلى مزيد من هدر الوقت.

الجميع معنيون أمام التهديدات الأمنية أن يؤجلوا القضايا الخلافية لأن أمن البلد واستقرار البلد ووحدته أولوية تتقدم على كل الأولويات.

إلى شيخنا الجليل الدعاء بالشفاء العاجل وبطول العمر في خير وعافية وسداد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته