الصفحة الرئيسية

كلمة القيت في حفل الافطار الذي أقامته جمعية عطاء الخيرية في بيروت حول أهمية رعاية المحتاجين والمعوزين

بسم الله الرحمن الرحيم

رعاية المحتاجين وإعالتهم وتقديم العون لهم واجب انساني وأخلاقي واجتماعي وديني أوجب الله له الأجر والثواب الجزيل. فعن الامام الباقر (ع): لأن أعول أهل بيت من المسلمين اسد جوعهم، واكسوا عورتهم، واكف وجوههم عن الناس أحب إليّ من أن احج حجة وحجة وحجة ومثلها ومثلها ومثلها، حتى بلغ عشرا، ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين.

·                   عن الصادق (ع): من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة، وأن يهون عليه سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى.

·                   وعن الكاظم (ع): من اتاه اخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله ساقتها إليه، فإن فعل ذلك فقد وصله بولايتنا وهي موصولة بولاية الله عزوجل، وان رده فقد ظلم نفسه واساء إليها.

·                   وروي عنهم (ع): تنافسوا في المعروف لاخوانكم وكونوا من اهله فإنا للجنة بابا يقال له المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع معروفاً في الحياة الدنيا.

·                   إن احد ابعاد تشريع الصوم هو خلق الحس الاجتماعي والشعور بالآخرين.

·                   فقد سأل الصادق عن علة تشريع الصوم فقال : إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أن الغني لم يكن ليجد مسَّ الجوع فيرحم الفقير، وأن الغني كلما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله تعالى أن يسوي بين خلقه، وأن يذيق الغني مسَّ الجوع والألم ليرق على الضعيف ويرحم الجائع.

·                   ولكن ونحن نتحرك في هذا الاتجاه يجب أن نتحلى بالدرجة الأولى  بالصدق والإخلاص لكي يكون عطائنا لله وحده ولكي نحصل على ثواب العطاء.

·                   عن الصادق: من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين ، ومن أحب الأعمال إلى الله: إشباع جوعة المؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه.

·                   وسئل رسول الله (ص) من احب الناس إلى الله؟ فقال : انفع الناس للناس.

·                   وقال (ص): إن الصدقة لتطفئ عن اهلها حر القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.

·                   وعن رسول الله: من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله.

·                   وعن الصادق (ع): إن العبد ليمشي في حاجة اخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين واحدا عن يمينه وآخر عن شماله يستغفرون له ربه ويدعون بقضاء حاجته.

ان رعاية المحتاجين ليست واجبا دينيا واجتماعيا فقط بل هي واجب وطني ايضا.

إن الدولة والمجتمع كلاهما مسؤول عن متابعة الرعاية وخدمة الطبقات الفقيرة والمحرومة في المجتمع الذي تعيش فيه.

       وهنا من واجبنا أن نذكر الحكومة اللبنانية والنواب في المجلس النيابي وخاصة اللجان النيابية التي تعكف على دراسة الموازنة المالية للعام 2002 بأنهم كما يضعون قواعد واسسا تناقش من خلالها هذه الموازنة ،من خلال سياسة تحكمها، لذلك نطلب أن يتحمل النواب مسؤولياتهم في إطار الاهتمام بكل المناطق اللبنانية عموما مع إعطاء الأولوية للمناطق الأشد حرمانا وبؤسا في بعلبك والهرمل وعكار، وهذه مسؤولية رئيسية، والاهتمام ايضا بالطبقات المحتاجة والمسحوقة والمحرومة والمستضعفة، وذلك عندما يبحثون اعتمادات  المشاريع وفرض الرسوم والضرائب. لا بد من الاخذ بعين الاعتبار ما يخفف عن كاهل الناس ويساهم في تثبيت أوضاعهم الاجتماعية وتعزيز صمودهم وثباتهم في مواجهة التحديات.

لأننا لا نزال في وسط التحديات السياسية والاجتماعية، ولا تزال المعركة مع العدو مفتوحة على مصرعيها، وعنصر القوة في هذه المعركة هي المقاومة.

 المقاومة اليوم هي قوة للبنان وللبنانين والعرب والمسلمين، خاصة بعد ان استطاعت هذه المقاومة إنجاز تحرير جزء كبير من ارضنا التي كانت محتلة، وبعد ان استطاعت أن توفر بفعل حضورها العسكري الميداني وبفعل الحماية السياسية لها من قبل الدولة والشعب استطاعت أن توفر توازنات معينة للرعب في هذه المواجهة مع العدو.

اليوم الإسرائيلي وبفضل وجود المقاومة على الحدود مع شمال فلسطين لا يجرء على الاعتداء وتجاوز الحدود أو فعل أي شيء لأنهم يعرفون أن عدوانهم سيكون مكلفاً.

لقد بات واضحا أن إدراج اسم حزب الله والفصائل المقاومة على اللوائح الإرهابية هو استجابة مطلقة للرغبات والشروط والمطالب الإسرائيلية لانتزاع عناصر القوة من لبنان ومن اللبنانيين، لأن إسرائيل يزعجها أن يكون لبنان قويا بمقاومته وبالتفاف اللبنانيين حول هذه المقاومة.

وليست مشكلة المقاومة في لبنان مشكلة إرهاب أو تعريف للإرهاب أو ما هي المعايير والمقاييس للإرهاب.

مشكلة المقاومة في لبنان انها رفضت الاستجابة للمطالب الاميركية بوقف المقاومة والعمليات في مزارع شبعا والتخلي عن دعم ومساندة الانتفاضة.

وإن مشكلة إسرائيل مع لبنان هي بالضبط ما يردده وزير الحرب الإسرائيلي بن اليعازر عندما يقول: إن المقاومة في جنوب لبنان باتت تشكل تهديدا استراتيجيا لأمن إسرائيل.

لذلك ادرجوا المقاومة على لائحة الإرهاب وهم الأن يهولون ويضغطون، ولكن هذه الاتهامات الموجهة إلينا كحزب ومقاومة لن تغير في سلوكنا وحركتنا ومقاومتنا وجهادنا وقناعاتنا وتطلعاتنا واهدافنا الوطنية والإسلامية التي ندافع عنها.

إن الولايات المتحدة ستكون مخطئة جدا إن اختارت ساحتنا في حربها المقبلة على ما تسميه الإرهاب أي لو انتخبت ساحة الحركات المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين. وبالتالي اتهمت الدول التي تدعم وترعى وتؤيد وتساند المقاومة في لبنان والانتفاضة في فلسطين ، ستكون اميركا مخطئة جدا باختيار هذه الساحة لحربها المقبلة.

لأن جميع الدول العربية والإسلامية تؤيد المقاومة والانتفاضة. وهناك إجماع من الأمة ومن مؤتمرات الدول العربية والإسلامية، على أن هذه الحركات التي تواجه العدو الصهيوني هي حركات مقاومة ولا تستطيع أي دولة عربية أو إسلامية أن تقول أن المقاومة في لبنان والانتفاضة في فلسطين إرهاب.

وايضا هي مخطئة جدا لأن في هذه الساحة عناصر قوة لا توجد لا في ساحة افغانستان ولا في غيرها.

إن امريكا ومنذ 11 أيلول لا تستخدم عقلها، وإنما روح الاستكبار لديها، وهي إن وجدت تحالفا  واسعا في عدوانها على افغانستان فلن تجده عندما ستوجه حربها وإرهابها على ساحتنا.

إننا من خلال حفاظنا على روحية الشهادة ومن خلال توحدنا جميعا قادرون على أن نواجه هذه المحن وننتصر بإذن الله.

وكما كانت حركة المقاومة والصمود والمواجهة موجودة طوال السنوات الماضية فالمطلوب ان تستمر هذه الحالة طالما هناك احتلال وطالما لبنان لا يزال في دائرة التهديد الإسرائيلي المستمر.

وعلينا أن نواكب كل التطورات لنواجه التحديات المقبلة ويجب أن تبقى وتتوافر أمامنا كل عناصر القوة لكي نواجه كل الاحتمالات في المرحة القادمة.

 والحمد لله رب العالمين.